يبدو أن الدراسات الأخيرة قد أثارت شكوكا حول الفيتامينات، لكن القرص الذي يحتوي على فيتامينات متعددة لا يزال فكرة جيدة. وقرص الفيتامينات هذا لا ينوب أبدا عن الوجبة الغذائية الجيدة، لكننا جميعا لسنا كاملين في ما يتعلق بالأكل الصحي، فالكل يعلم مدى فائدة الخضار الورقية الخضراء والحبوب الكاملة، ولكن ما هو متوفر، وما نتوق اليه من مأكولات أخرى أيضا، قد يجعلنا نخرج أحيانا عن الخط المرسوم. لذلك فإن الفيتامينات المتعددة هي وقاية جزئية لهفواتنا. كما أنه من السهل أيضا إضافة فيتامينات وأملاح معدنية الى وجباتنا الغذائية. وعلى سبيل التعريف فان الفيتامينات هي مركبات عضوية (أساسها كاربوني) ولا يحتاج اليها الجسم إلا بكميات قليلة جدا. أما الأملاح فتخدم غرضا مشابها، لكنها غير عضوية. وتاريخيا ركزت التغذية على نقص الفيتامينات الذي يسبب الأمراض. ولكن مع عمليات التحصين والتعزيز، أي الأضافة المنهجية على المواد الغذائية، وعلى رأسها إضافة الفيتامينات الى الأطعمة، تغير عامل التركيز نحو البحث عما إذا كان تعاطي الفيتامينات والأملاح المعدنية بكميات تفوق ما تحتاجه أجسامنا، قد يقينا من أمراض القلب والسرطان.
* تناول الفيتامينات
* ويتناول بعض الناس جرعات كبيرة من الفيتامينات، وهو مسعى لا يوافق عليه معظم الخبراء، والأنسب هو تناول الفيتامينات والأملاح المكملة المتنوعة والكاملة يوميا بكميات معقولة، بل حذرة، التي تؤدي الى صحة جيدة، وحتى لو كان هناك نقص فيها، فإن ذلك لا يشكل مشكلة.
وكان قد تبين أن تناول ثلاثي من فيتامينات «بي»، وهي: «بي6» و«بي12» و«حامض الفوليك» من شأنه أن يخفض الـ«هوموسيستين»، وهو حامض أميني يشكل خطورة على القلب ويصيبه بالنوبات والسكتات، كما يسبب أيضا الخبل والعته. والافتراض المنطقي هنا هو تناول كميات كبيرة من فيتامينات «بي» وجريانها في شرايينك وعروقك، من شأنها تحسين فرصتك في تفادي الأمراض القلبية وما يسمى بـ«الانحطاط الإدراكي».
لكن نتائج دراسة تجربة عشوائية كبيرة متحكم بها نشرت في مجلة «نيو إنغلند جورنال أوف ميديسن» في أبريل (نيسان) الماضي أظهرت انه في الوقت الذي خفضت فيه فيتامينات «بي» مستويات الـ«هوموسيستين» إلا أن ذلك لم يؤد الى نوبات قلبية أقل، أو انخفاض في الأمراض الشريانية الأخرى. ونشرت الدراسة المحبطة الثانية في المجلة ذاتها في يونيو (حزيران) الماضي. ورغم أن فيتامينات «بي» خفضت من مستويات الـ«هوموسيستين»، إلا أنها لم تكن أفضل من ألأقراص الوهمية في الوقاية من »الانحطاط الإدراكي».
أما فيتامين «إي» فلم يكن أفضل حالا أيضا، فقد وصفه باحثو جامعة جونز هوبكنز في العام الماضي بالسيئ بسبب كل هذه الدراسات المخيبة للآمال، وأبرز هذه الدراسات واحدة أفادت أن كميات كبيرة منه (400 وحدة دولية أو أكثر) تزيد من خطر الوفيات.
وكانت المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة NIH قد عقدت جلسة حول الفيتامينات والأملاح المعدنية المتعددة في مايو الماضي. وهي تعقد مثل هذه المؤتمرات مرات عديدة في السنة لمناقشة مختلف المواضيع. ويقوم الخبراء بالإصغاء الى الأوراق والمحاضرات المقدمة من قبل خبراء آخرين لمدة يومين قبل إصدار بيان حول الوضع العلمي للموضوع المناقش.
* نتائج حذرة
* وفي حالة الفيتامينات هذه كان البيان حذرا جدا، وجاءت النتيجة غير محسومة تقول إن الدلائل الحالية المتوفرة «غير كافية، سواء للتوصية بتناول جرعات مكملة من الفيتامينات والاملاح المعدنية المتعددة، أو بعدم التوصية بذلك لدرء الأمراض المزمنة والوقاية منها». ولاحظ الخبراء أن أكثر مستخدمي الجرعات المكملة من الفيتامينات والأملاح المعدنية الطبيعية هم الأميركيون الذين هم بأقل الحاجة اليها، لكونهم مثقفين ومطلعين على مجريات الأمور، ويملكون دخلا ماليا أعلى، ويواظبون على التمارين الرياضية، ويتناولون وجبات غذائية صحية.
بيد أن الدكتور والتر ويليت، رئيس دائرة التغذية في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، يقترح أن تناول الفيتامينات والأملاح المتعددة يوميا هي نوع من الضمانة الغذائية. وهو ما يزال يصر على أنها سياسة حكيمة رغم النتائج السلبية للدراسات في هذا الخصوص.
وجاءت هذه النتائج من تجارب عشوائية متحكم بها تعتبر عادة مقياسا ذهبيا لمثل هذه الأمور. لكن هناك ايضا صعوبات تعترض مثل هذه التجارب والاختبارات السريرية أيضا، فهي قصيرة الأمد بحيث يمكن الإغفال عن النتائج الطويلة الأمد. ومثال على ذلك ما يقوله الدكتور ويليت بأن الـ«بيتا كاروتين» لم يترك أي تاثير على مرض «الانحطاط الإدراكي» بعد تناوله لمدة 12 سنة في دراسة صحية أجريت في هارفارد، ولكن بعد 18 سنة شرع في اكتشاف الفوائد والمنافع.
وثمة تساؤلات أيضا حول مدى صحة وتطابق نتائج الاختبارات السريرية، فقد جاءت بعض النتائج السلبية من دراسات شملت أشخاصا يشكون من أمراض شريانية وعائية، أو من داء السكري، لأن الأشخاص من ذوي الخطورة العالية يميلون الى التعرض الى حوادث أكثر. لذلك هناك معلومات أكثر للتحليل، والنتائج تكون أكثر موثوقية بها من الناحية الأحصائية، لكن التساؤل هو ما مدى صواب مثل هذه النتائج بالنسبة الى الأشخاص الأصحاء؟ غير أن البحوث التي تصاحب تناول فيتامين «بي» تكون عكس ذلك تماما، لكون المرضى في هذه الدراسة كانت لهم مستويات طبيعية من الـ«هوموسيستين»، أو عالية بعض الشيء، لذلك قد لا تنطبق النتائج على الأشخاص ذوي الخطورة العالية.
والفيتامينات المتعددة هي جزء من بعض التوصيات الرسمية المدرجة في التوجيهات الغذائية للحكومة الاتحادية في العام الماضي التي تقترح أن يقوم الأشخاص الذين يزيد سنهم عن 50 سنة بتناولها كوسيلة لضمان تناول «فيتامين بي 12» بشكل كاف. كما أن مراكز التحكم بالأمراض الوقاية منها في الولايات المتحدة تنصح جميع النساء في سن الحمل بتناول حامض الفوليك، وتناول الفيتامينات المتعددة هي وسيلة جيدة للحصول عليه وتخفيض احتمالات عيوب الولادة. وهذا ما يترك الرجال في سن الخمسين وما دون المجموعة الوحيدة من البالغين الذين لا تغطيهم الفيتامينات.
وإذا ما رغبت في شراء فيتامينات متعددة تأكد من أنها من إنتاج إحدى منتجات الشركات الكبرى، أو المعروفة، والسبب أنه عندما قام اتحاد المستهلكين باختبار بعض الفيتامينات الرخيصة الأسعار تبين أن نصفها تقريبا لم يتضمن الكميات المدرجة من المحتويات لفيتامين واحد على الأقل.
* تناول الفيتامينات
* ويتناول بعض الناس جرعات كبيرة من الفيتامينات، وهو مسعى لا يوافق عليه معظم الخبراء، والأنسب هو تناول الفيتامينات والأملاح المكملة المتنوعة والكاملة يوميا بكميات معقولة، بل حذرة، التي تؤدي الى صحة جيدة، وحتى لو كان هناك نقص فيها، فإن ذلك لا يشكل مشكلة.
وكان قد تبين أن تناول ثلاثي من فيتامينات «بي»، وهي: «بي6» و«بي12» و«حامض الفوليك» من شأنه أن يخفض الـ«هوموسيستين»، وهو حامض أميني يشكل خطورة على القلب ويصيبه بالنوبات والسكتات، كما يسبب أيضا الخبل والعته. والافتراض المنطقي هنا هو تناول كميات كبيرة من فيتامينات «بي» وجريانها في شرايينك وعروقك، من شأنها تحسين فرصتك في تفادي الأمراض القلبية وما يسمى بـ«الانحطاط الإدراكي».
لكن نتائج دراسة تجربة عشوائية كبيرة متحكم بها نشرت في مجلة «نيو إنغلند جورنال أوف ميديسن» في أبريل (نيسان) الماضي أظهرت انه في الوقت الذي خفضت فيه فيتامينات «بي» مستويات الـ«هوموسيستين» إلا أن ذلك لم يؤد الى نوبات قلبية أقل، أو انخفاض في الأمراض الشريانية الأخرى. ونشرت الدراسة المحبطة الثانية في المجلة ذاتها في يونيو (حزيران) الماضي. ورغم أن فيتامينات «بي» خفضت من مستويات الـ«هوموسيستين»، إلا أنها لم تكن أفضل من ألأقراص الوهمية في الوقاية من »الانحطاط الإدراكي».
أما فيتامين «إي» فلم يكن أفضل حالا أيضا، فقد وصفه باحثو جامعة جونز هوبكنز في العام الماضي بالسيئ بسبب كل هذه الدراسات المخيبة للآمال، وأبرز هذه الدراسات واحدة أفادت أن كميات كبيرة منه (400 وحدة دولية أو أكثر) تزيد من خطر الوفيات.
وكانت المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة NIH قد عقدت جلسة حول الفيتامينات والأملاح المعدنية المتعددة في مايو الماضي. وهي تعقد مثل هذه المؤتمرات مرات عديدة في السنة لمناقشة مختلف المواضيع. ويقوم الخبراء بالإصغاء الى الأوراق والمحاضرات المقدمة من قبل خبراء آخرين لمدة يومين قبل إصدار بيان حول الوضع العلمي للموضوع المناقش.
* نتائج حذرة
* وفي حالة الفيتامينات هذه كان البيان حذرا جدا، وجاءت النتيجة غير محسومة تقول إن الدلائل الحالية المتوفرة «غير كافية، سواء للتوصية بتناول جرعات مكملة من الفيتامينات والاملاح المعدنية المتعددة، أو بعدم التوصية بذلك لدرء الأمراض المزمنة والوقاية منها». ولاحظ الخبراء أن أكثر مستخدمي الجرعات المكملة من الفيتامينات والأملاح المعدنية الطبيعية هم الأميركيون الذين هم بأقل الحاجة اليها، لكونهم مثقفين ومطلعين على مجريات الأمور، ويملكون دخلا ماليا أعلى، ويواظبون على التمارين الرياضية، ويتناولون وجبات غذائية صحية.
بيد أن الدكتور والتر ويليت، رئيس دائرة التغذية في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، يقترح أن تناول الفيتامينات والأملاح المتعددة يوميا هي نوع من الضمانة الغذائية. وهو ما يزال يصر على أنها سياسة حكيمة رغم النتائج السلبية للدراسات في هذا الخصوص.
وجاءت هذه النتائج من تجارب عشوائية متحكم بها تعتبر عادة مقياسا ذهبيا لمثل هذه الأمور. لكن هناك ايضا صعوبات تعترض مثل هذه التجارب والاختبارات السريرية أيضا، فهي قصيرة الأمد بحيث يمكن الإغفال عن النتائج الطويلة الأمد. ومثال على ذلك ما يقوله الدكتور ويليت بأن الـ«بيتا كاروتين» لم يترك أي تاثير على مرض «الانحطاط الإدراكي» بعد تناوله لمدة 12 سنة في دراسة صحية أجريت في هارفارد، ولكن بعد 18 سنة شرع في اكتشاف الفوائد والمنافع.
وثمة تساؤلات أيضا حول مدى صحة وتطابق نتائج الاختبارات السريرية، فقد جاءت بعض النتائج السلبية من دراسات شملت أشخاصا يشكون من أمراض شريانية وعائية، أو من داء السكري، لأن الأشخاص من ذوي الخطورة العالية يميلون الى التعرض الى حوادث أكثر. لذلك هناك معلومات أكثر للتحليل، والنتائج تكون أكثر موثوقية بها من الناحية الأحصائية، لكن التساؤل هو ما مدى صواب مثل هذه النتائج بالنسبة الى الأشخاص الأصحاء؟ غير أن البحوث التي تصاحب تناول فيتامين «بي» تكون عكس ذلك تماما، لكون المرضى في هذه الدراسة كانت لهم مستويات طبيعية من الـ«هوموسيستين»، أو عالية بعض الشيء، لذلك قد لا تنطبق النتائج على الأشخاص ذوي الخطورة العالية.
والفيتامينات المتعددة هي جزء من بعض التوصيات الرسمية المدرجة في التوجيهات الغذائية للحكومة الاتحادية في العام الماضي التي تقترح أن يقوم الأشخاص الذين يزيد سنهم عن 50 سنة بتناولها كوسيلة لضمان تناول «فيتامين بي 12» بشكل كاف. كما أن مراكز التحكم بالأمراض الوقاية منها في الولايات المتحدة تنصح جميع النساء في سن الحمل بتناول حامض الفوليك، وتناول الفيتامينات المتعددة هي وسيلة جيدة للحصول عليه وتخفيض احتمالات عيوب الولادة. وهذا ما يترك الرجال في سن الخمسين وما دون المجموعة الوحيدة من البالغين الذين لا تغطيهم الفيتامينات.
وإذا ما رغبت في شراء فيتامينات متعددة تأكد من أنها من إنتاج إحدى منتجات الشركات الكبرى، أو المعروفة، والسبب أنه عندما قام اتحاد المستهلكين باختبار بعض الفيتامينات الرخيصة الأسعار تبين أن نصفها تقريبا لم يتضمن الكميات المدرجة من المحتويات لفيتامين واحد على الأقل.