الحب الاول
في حياة كل منا قصة حب, وفي حياة كل منا حب أول مهما اختلف شكله أو طبيعته, حب أول , قوي وعنيف, لا يعرف حدود ولا خارطة طريق.. يدهس كل العقبات.. يجتاحنا بشدة.. يمزق بعضا من معتقادتنا الشخصية.. يقوم بثورة عشوائية على كل ما هو نبطي وروتيني في حياتنا اليومية.. وفجأة ودون سابق إنذار تظهر الكلمة الفصل.. الصدمة الكبرى.. وداع مصحوب بدموع وآهات وذكرى لما فات, .. فنقطع وعدا بأن نخلص طول العمر, لا مكان بالقلب للحب.
وتمضي الحياة.. وتمر الأيام, ويلقي بنا الحب في شباك جديدة وحب جديد ليصبح الحب الجديد محل الحب الأول.. دعابة يحملها نسيم الفجر.. ذاك ما قال عنه إحسان عبد القدوس (في حياة كل مننا وهم كبير اسمه الحب الأول).
إن من أصعب ما يواجهه المرء طوال حياته هي ذكريات هذا الحب والوعود التي قطعها على نفسه دون أن يدرك حتى معناها, بالإضافة إلى أن هناك منشطات للذاكرة كالأغاني والعطور وغيرها من الأشياء التي تنكأ جراح القلب.
للحب الأول سمات خاصة,, حيث يكتشف الإنسان انه ليس وحيدا ويكتشف أبعاد شخصيته ويتذوق لأول مرة مشاعر من نوع جديد, ويكتسب القدرة على التعبير عن نفسه.. يدلو الحب الأول وكأنه مرتبط بحلم بعيد المنال وغالبا ما يكون غير مرتبط بالواقع ولا تقيده ظروف,, ويشوبه نوع من الحزن .. فيه يشعر المحبون ان علاقتهم مثالية تتجاوز كل أشكال الزيف والتعصب.
النساء أكثر ميلا من الرجال لتذكر الحب الأول, قد يحب ادم للإعجاب أو الانبهار بجمال حواء, على حين أن حواء الحب لها عملية تدريجية.. غالبا ما يحكمها المنفعة بالارتباط بزوج يهيئ لها الاستقرار .. وبالتالي تجد صعوبة في نسيانها واستئناف حياتها بشكل طبيعي بعد انتهائه...
من جهة أخرى فان ادم يعتمد عادةً على حواء, فبالرغم من واقعيته الظاهرية فهو أكثر رومانسية منها.. لأنه يؤمن أن الحب قادر على قهر الصعاب وتحقيق المعجزات في حين ان حواء لا تتكافأ في نظرتها مع ادم, لأنها أسرع إلى اليأس والاستسلام.
الحب الأول يخمد ولا يموت,, لكن يخمد تحت طبقات من الآلام المتراكمة فوق بعضها البعض..
حكمت البياتي
حقوقي واعلامي