كتابة التحقيق الصحفي
هناك ثلاثة قوالب فنية لكتابة التحقيق الصحفي تقوم جمعها على اساس البناء الفني للهرم المعتدل . أي ان كل قالب لان ان يتكون من ثلاثة اجزاء : المقدمة ، الجسم ، والخاتمة وهذه القوالب هي :-
اولا قالب الهرم المعتدل المبني على العرض الموضوعي . في هذا القالب يعرض المحرر بشكل موضوعي القضية او المشكلة التي يتناولها التحقيق من خلال مقدمة يحرص فيها على اثارة اهتمام القراء بالموضوعية . وهذه المقدمة يحكم ان تاخذ عدة اشكال ، منها قيام المحرر بالتركيز على الزاوية الاسياسية لموضوع التحقيق في حين تعرض في جسم التحقيق بقية زوايا الموضوع ، وتتولى الخاتمة تقديم خلاصة ما انتهى اليه المحرر من اراء تصورات او حلول للقضية او المشكلة التي يتناولها التحقيق .
وقد تاخد المقدمة شكل التلخيص السريع لجميع زوايا الموضوع في حين تعرض كل زاوية من هذه الزويا بالتفصيل في جسم التحقيق ، اما الخاتمة مهني تتولى تقديم خلاصة النتائج التي توصل اليها المحرر . وهناك ايضا المقدمة القصصية التي تستهدف اثارة عواطف القارئ وتعاطفه مع موضوع التحقيق . و ابرز الاشكال التي ياخذها هذا القالب في كتابة التحقيق الصحفي يقوم على طرح المحرر لمجموعة من الاسئلة نتير اهتمام القارئ بالموضوع ، ثم يقوم بعد ذلك بالاجابة عن سؤال تو تساؤل منها في جسم التحقيق من خلال عرض المقابلات الصحفية التي اجراها مع الشخصيات التي تربط بالموضوع ، ثم ايضا من خلال البيانات والمعلومات الخلفية التي جمعها عن الموضوع من ارشيف المعلومات بالصحيفة او من المكتبة (!)
اما في خاتمة هذا التحقيق فيقوم الصحفي بكتابة الحلول التي تستلزمها المشكلة وطرحها امام المسؤولين لاخذ بها . كذلك كتابة رأيه في كيفية احتواء المشكلة و وضع الحلول اللازمة له (2)
ثانيا : قالب الهرم المعتدل المبني على الةصف التفصيلي :
وفي هذا القالب يصف المحرر في مقدمة التحقيق صورة عامة سريعة للحديث او يصف جزءا بارزا بينما يترك الوصف التفصيلي للحديث ليكتب في جسم التحقيق الصحفي ... اما الخاتمة فهي اما تربط بين التفاصيل التناثرة الصورة الحدث بحيث تقدم لنا في النهاية الصورة المتكاملة له او تقتصر على الانطباعات الاخيرة للمحرر عن الحادث . ويصلح هذا القالب لكتابة التحقيق الصحفية التي تدور حول الرحلات او المسابقات الرياضية والمناقشات البرلمانية والاحتفلات والمهرجانات الاجتماعية والندوات انتخابية .
ثالثا : قالب الهرم المعتدل المبني على السرد القصيصي :-
وفي هذا القالب يكتب المحرر تحقيقه في شكل قصة ، يسردها كما نسرد القصص الادبية .. وبالرغم من ان هذا القالب مثله القصه له بداية ووسط ونهاية ، الا انه يختلف عنها في كونه يسرد قصة واقعية حدثت بالفعل ولا بعتمد على وقائع خالية كما هو الحال في القصة الادبية ويستخدم هذا القالب في التحقيقات الصحفية التي تتناول الموضوعات الانسانية والحوادث والكوارث والجرائم .
حكمت البياتي
حقوقي واعلامي